شبكة قدس الإخبارية

محلل عسكري إسرائيلي يعلّق على مشاهد عملية القسام في خانيونس 

photo_٢٠٢٥-٠٩-٢٨_٢٣-٣٨-٤٥

ترجمات خاصة - قدس الإخبارية: قال محلل الشؤون العسكرية في صحيفة يديعوت أحرونوت يوآف زيتون إن مقطع الفيديو الذي نشرته كتائب القسام حول عملية خانيونس الأخيرة، يكشف حجم التحدي الذي ما زالت تشكّله المقاومة على قوات الاحتلال، رغم مرور ما يقارب عامين على اندلاع الحرب. وأوضح أن الشريط، الذي بلغت مدته سبع دقائق، حمل رسائل مزدوجة: من جهة للتأكيد على أن حماس ما زالت تحتفظ بقدرة عملياتية، ومن جهة أخرى لبث الروح المعنوية لدى المقاومين.

بحسب زيتون، فإن العملية جسدت واحدًا من أبرز المخاطر التي يحذر منها جيش الاحتلال الإسرائيلي لجنوده، خاصة في المواقع الدفاعية التي يقيمها في خانيونس ورفح، وكذلك في “المواقع المحصنة” التي تُبنى مؤخرًا بمدينة غزة ضمن خطة "مركبات جدعون ب". تلك المواقع باتت هدفًا رئيسيًا لحماس التي تسعى من خلالها إلى إنجاز معنوي أو عملياتي كبير، مثل أسر جندي أو تنفيذ هجوم واسع الخسائر.

التحقيقات الإسرائيلية أظهرت أن كتائب القسام قامت بجمع معلومات استخبارية دقيقة قبل العملية، وأنها قسمت القوة المهاجمة إلى ثلاث مجموعات: إحداها لتوفير الغطاء الناري بالرشاشات، وأخرى بصواريخ مضادة للدروع للتصدي لقوات الإسناد، فيما تسللت مجموعتان نحو المبنى الذي تمركز فيه الجنود. وقد أظهر التسجيل كيف اقترب المقاومون في وضح النهار حتى وصلوا إلى داخل المبنى الذي كان يضم نحو 15 جنديًا نائمين بعد نشاط ليلي.

زيتون أشار إلى أن الحظ لعب دورًا كبيرًا في نجاة الجنود، حيث لم تنفجر بعض القنابل اليدوية التي ألقاها المقاومون داخل الغرفة، وهو ما دفعهم إلى الانسحاب على عجل. ورغم استشهاد عدد من أفراد المجموعة بفضل تدخل سلاح الجو ودبابة إسرائيلية، فإن عدداً منهم تمكن من الانسحاب عبر شبكة الأنفاق في المنطقة.

زيتون أوضح أن الفيديو يُظهر بجلاء الإمكانيات التي ما تزال بحوزة حماس: من بطانيات التمويه التي تصعّب مهمة الرصد، إلى أسلحة مثل بنادق M4 و”ميكرو تافور” التي استولت عليها سابقًا من الجيش، إضافة إلى طائرات مسيّرة للتصوير والاستطلاع، ومناظير لمتابعة تحركات الجنود، فضلاً عن شبكة أنفاق واسعة تتيح للمقاومين الحركة والتنقل.

كما تضمن الشريط مشاهد لمحاولة أسر جندي عبر نقله على حمالة، جرى توثيقها بكاميرات “غو برو” مثبتة على أجساد المقاتلين. واعتبر زيتون أن القيمة الأساسية لهذه العملية بالنسبة لحماس كانت معنوية وإعلامية بالدرجة الأولى، حتى لو لم تحقق الهدف النهائي بأسر أو قتل عدد كبير من الجنود.

وأكد المحلل العسكري أن كتائب القسام واصلت على نحو شبه يومي محاولاتها لمهاجمة المواقع الإسرائيلية في عموم قطاع غزة، سواء في الجنوب عبر نقاط “مغن أوز” و”موراغ”، أو في الشمال بالتوازي مع إعادة التوغل الإسرائيلي في غزة.

ويخلص زيتون إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يحاول الآن تعديل تكتيكاته من خلال استبدال بعض المواقع الدفاعية بمواقع أكثر تحصينًا وفاعلية، لكنه أقرّ بأن طبيعة المهام في المنطقة ستبقى دفاعية وثابتة، وهو ما يفرض على جيش الاحتلال الاعتماد بدرجة أكبر على التفوق الجوي والاستخباري لتأمين قواته على الأرض.